عن الكرسي
يشهد الذكاء الاصطناعي اهتماما متزايدا في تحديد مفهومه وتأصيل الدراسات له على المستويين المحلي والعالمي، وذلك لما يحقق من نتائج متميزة في تمكين التقنيات المتطورة ، وبناء الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي. وتعد المملكة العربية السعودية أحد أبرز الدول المتقدمة في تطبيق الذكاء الاصطناعي على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط، حيث أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين اهتماما كبيرا بالتوعية في هذا المجال، ونشر ثقافته في أجهزتها الحكومية وسعت بكل اهتمام لتحقيقه من خلال المراكز والهيئات والاستراتيجيات المعنية بتمكين الذكاء الاصطناعي. وقد انعكس اهتمام حكومتنا الرشيدة بالذكاء الاصطناعي من خلال التركيز عليه في مبادرات الرؤية المباركة للمملكة العربية السعودية 2030م، حيث يعد الذكاء الاصطناعي أساسا في تحقيق محاور الرؤية ( مجتمع حيوي : قيمه راسخة، وبيئته عامرة، وبنيانه متين ). وقد تضمنت الرؤية المباركة رسم استراتيجية وطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي (نسدي) لتكون المملكة ضمن أفضل 15 دولة حول العالم في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لبناء المدن الذكية كمشروع( ذا لاين ) الطموح، بالإضافة إلى المبادرات الرقمية والحلول المبتكرة التي تسهم في بناء الاقتصاد الوطني وترسخ المنجز السعودي التنموي والإنساني للمملكة الذي يعكس توجهاتها ودورها الريادي. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء كرسي الأمير د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز للذكاء الاصطناعي بجامعة القصيم بدعم وتمويل من الشيخ عبد الله بن صالح العثيم حفظه الله. وبهذا تتكامل الجهود بين الجهات الأكاديمية العلمية والقطاع الخاص ممثلا برجال أعمال مخلصين في تمكين الذكاء الاصطناعي تأصيلا وبحثا وتطبيقا يتضح ذلك من خلال رؤية ورسالة وأهداف الكرسي المقترح.
هو كرسي تحتضنه جامعة القصيم بدعم وتمويل من الشيخ عبد الله بن صالح العثيم حفظه الله يهدف إلى إعداد ودعم الأبحاث النوعية، وتقديم خدمات استشارية وتدريبية ومجتمعية في مجال الذكاء الاصطناعي، ونشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية والخاصة ، والمساهمة في تعزيز الممارسات النوعية في هذا المجال في المملكة العربية السعودية، ويعمل الكرسي تحت إشراف معالي رئيس الجامعة، ويرأس مجلس الكراسي البحثية سعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بعضوية عدد من أعضاء هيئة التدريس المهتمين بأعمال الكراسي البحثية ، والمتميزين في البحث العلمي، ويدير الكرسي مشرف من أعضاء هيئة التدريس في تخصص الكرسي الدقيق، ويشرف على أعماله لجنة علمية متخصصة في اهتمامات الكرسي ومجالاته من الجامعة، وينفذ الكرسي خطته السنوية لتحقيق رسالته وأهدافه، والوصول إلى طموحه المرسوم في رؤيته الثاقبة.
يستند الكرسي على عدة مرتكزات تشكل نقاط الانطلاق لأعمال الكرسي، وهي كما يلي:
- مجال الدراسات والبحوث، وذلك بتقديم منح بحثية مدعومة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- مجال دعم المعرفة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي بترجمة الكتب، وصناعة موسوعات علمية وبرامج عملية حديثة وفق معايير ومؤشرات دقيقة في مجال الذكاء الاصطناعي.
- مجال تنظيم الفعاليات العلمية المتخصصة من حلقات النقاش وورش العمل، للوقوف على التوجهات والممارسات العالمية.
- مجال الاتصال العلمي وذلك بعقد لقاءات لقيادات الذكاء الاصطناعي، واستقطاب الأساتذة الزائرين والخبراء العالميين، ونقل الخبرات العلمية في مجال الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في الممارسات المحلية.
- مجال المشاركة في الفعاليات العلمية والبحثية العالمية، وذلك بتقديم أوراق علمية ومشاريع بحثية عن أفضل الممارسات المحلية.
- مجال الاستشارات والتدريب، وذلك بعقد دورات تدريبية متخصصة، وتقديم الاستشارات الدقيقة للمهتمين بالذكاء الاصطناعي، ومنسوبي الدراسات العليا في هذا المجال.
- مجال نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في مؤسسات المجتمع المختلفة.
يدعم استدامة الكرسي في جامعة القصيم عدد من العوامل من أهمها ما يلي:
- وجود نظام متكامل للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية ، وذلك بإنشاء وتأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، والمركز الوطني للذكاء الاصطناعي. كما أن هذا الكرسي تتكامل أهدافه ومجالاته مع أدوار وأهداف جميع الجهات الحكومية والخاصة تقريبًا، فالهيكل البنيوي لهذا الكرسي يتسم بالتداخل مع المؤسسات التعليمية، والصحية، والدينية، والاجتماعية، والإعلامية، وقطاع الأعمال ومنظماته.
- تميز جامعة القصيم في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ تحتضن الجامعة كلية الحاسب، والتي تضم برامج متخصصة في أمن المعلومات والشبكات معتمدة لدى هيئة الاعتماد الأمريكية للتقنية والهندسة.
- اهتمام جامعة القصيم بكراسي البحث، والبنية التنظيمية لها، ووجود عمادات ومعاهد ومراكز مساندة لأعمالها، كعمادة البحث العلمي، وعمادة التطوير والجودة، وعمادة تقنية المعلومات، وعمادة التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد، ومركز تنمية القيادات والقدرات، ومعهد البحوث والاستشارات.
- توفر الموارد البشرية المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي من أعضاء هيئة التدريس والقيادات والخبراء المتميزين، بالإضافة إلى البنية التحتية الملائمة في الجامعة.
- وضوح رؤية الكرسي، وسمو رسالته، ودقة أهدافه بما يضمن تحقيقها من خلال عدة مجالات كما هي مذكورة في مرتكزات الكرسي.